لجنة الأهلة تجتمع عصر الغد:
هكذا يرصد هلال رمضان.. وهنا يتقرر الصيام
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
تجتمع لجنة الأهلة غدا بعد صلاة العصر، بمقر وزارة الشؤون الدينية لرصد هلال رمضان، كما سيتم تجنيد العشرات من المواطنين الذين يتمتعون بسلامة البصر وبالثقة بين عامة الناس لتحري الهلال، الذي تصر الوزارة على أن يكون جزائريا محضا، في حين يطالب مختصون في علم الفلك باعتماد الرؤية العالمية.
ويختلف يوم 29 من شهر شعبان عن سائر أيام السنة، لأنه اليوم الذي ينتظره كافة المسلمين استعدادا لشهر الصيام، وخلاله تجتمع الأسر الجزائرية أمام شاشات التلفزيون لسماع ممثل وزارة الشؤون الدينية، وهو يتلو البيان إيذانا ببداية رمضان، كما تعيش الهيئة الوصية خلال هذا اليوم حركية غير عادية، كيف لا وكل الأنظار مصوبة نحو لجنة الأهلة التي ألف المواطنون الشخصيات التي تشكلها، بل إن الكثير منهم ينتظرونها بشوق كبير.
ومن المنتظر أن تجمع لجنة الأهلة هذا الموسم ممثلة عن المجلس الإسلامي الأعلى إلى جانب الدكتور كمال بوزيدي، وممثلا عن مركز الفيزياء الفلكية وجيو فيزياء وكذا ممثلا عن وزارة الشؤون الدينية، ويتقدم جميع هؤلاء المرجع الديني الطاهر آيت علجت، خلفا للعلامة المرحوم عبد الرحمان الجيلالي، الذي اقترن اسمه بما أضحى يعرف لدى الجزائريين بليلة الشك، وسيشرع هؤلاء في عقد اجتماع ينطلق بعد صلاة العصر ويستمر إلى ما بعد صلاة المغرب، في حين يتم نشر العشرات من المواطنين المتطوعين في المناطق المرتفعة وكذا المناطق الصحراوية التي تتضح فيها الرؤيا بسبب عدم وجود الرطوبة، ويتم التنسيق على مستوى الولايات عن طريق مديريات الشؤون الدينية، غير أن الأشخاص الذين يتم الاعتماد عليهم في رصد الأهلة وهم من عامة الناس، يجب أن يجمعوا بين النزاهة والثقة والمصداقية وإجماع الهيئات الدينية إلى جانب أئمة المساجد، وفق تأكيد المستشار الإعلامي بالوزارة عدة فلاحي، كما يتطوع بعض الهواة الذين يستخدمون جهاز "التليسكوب" لرصد الهلال.
ويتم عادة رصد الهلال في المناطق الجنوبية قبل الشمالية، بسبب وضوح الرؤيا نتيجة انعدام الرطوبة، وتشهد العملية مشاركة جماعية كما تطغى عليها أجواء من الفرحة والبهجة، وتقوم المساجد بدور فعال فهي التي تشرف على رصد الهلال عن طريق الإمام أو حافظ القرآن، وفور رؤية الهلال تقوم الخلية الإدارية بإبلاغ مديرية الشؤون الدينية للولاية المعنية، التي تقوم بدورها بإيصال الخبر للوزارة، وفور ذلك تقوم لجنة الأهلة بعقد اجتماع مغلق يتم فيه صياغة البيان الذين يتابعه المشاهدون كل سنة على قناة اليتيمة.
ويؤكد ممثل الهيئة الوصية، أن رصد هلال رمضان يتم كل سنة في الجزائر، دون الأخذ بعين الاعتبار ما يحدث في باقي البلدان العربية والإسلامية، قائلا بأن غلام الله يصر أن يكون هلال رمضان "جزائريا" في إطار ما تنص عليه المرجعية الدينية الوطنية، وأن الاتصال بباقي البلدان لا يتم عن طريق الوسائل الرسمية بل عبر ما تنقله وسائل الإعلام، موضحا أن الجدل ما بين الرؤية العينية أوالشرعية والعلمية ما يزال مطروحا منذ سنوات دون أن يتم الحسم فيه، وأن الوزارة تحاول التزاوج بين الرؤية الشرعية والفلكية.
ويرفض من جهة أخرى الدكتور في علوم الأرض والفضاء لوط بوناطيرو، تسمية "ليلة الشك" بحجة أن الأمور الدينية لا تحتمل الريبة، قائلا: "نحن نضع أنفسنا في موقف حرج"، مقترحا بأن يصوم الجميع ثلاثين يوما لتفادي الشك لأن المسلمين يؤمنون باليقين، قائلا: "نحن آمنا بالأنبياء والرسل دون أن نراهم"، وأن الرسول عليه السلام استعان بالرؤية لأننا كنّا أمة لا تكتب، مؤكدا بأن هلال رمضان يمكن رؤيته يوم الخميس مع استحالة رؤيته في كافة البلدان، مصرا على ضرورة اعتماد الرؤية العالمية "لأن الدين واحد والهلال واحد"، داعيا إلى إلغاء الفتوى التي أطلقها وزير الشؤون الدينية الأسبق أحمد حماني، الذي قال بأن هلال رمضان يجب أن يكون جزائريا، مؤكدا بأنه منذ العام 92 أخطأنا ثلاث مرات فقط في تقويم رمضان بفضل اعتماد الرؤية العالمية.