بدأ الرئيس المصري الجديد الدكتور محمد مرسي، في شغل الإعلام العربي والعالمي بعد الخرجات الأخيرة التي لم تتعود الرئاسة المصرية عليها، فبعد أن ظلت صورة الرئيس من عهد الملك فاروق إلى عهد حسني مبارك، إجبارية في الإدارات العمومية وخاصة التابعة للحكومة في قلب الوزارات وحتى لدى الشركات الكبرى الخاصة وفي البيوت،.
جاءت رغبة الرئيس الجديد بعدم تعليق صوره حتى في القصر الرئاسي لتثلج صدور المصريين الذين تؤكد أفلامهم السينمائية ومسلسلاتهم على مدار نصف قرن أن الرئيس كان موجودا في الشركات وفي المدارس والجامعات وفي أقسام الشرطة، لكن المشكلة الأمنية التي طرحها الرئيس محمد مرسي، هو إصراره على أن لن يفرط في صلاة الفجر جماعة وفي المسجد وفي وقتها مهما كانت الظروف، وحتى صلاة التراويح القادمة في شهر رمضان المعظم وهو ما يطرح إشكالية الحراسة الأمنية المشددة على الرئيس الذي رفضها وأصر أن يبقى حرا طليقا يمارس شعائره الدينية كما كان من قبل.
ودعّمت زوجته هذا الاتجاه برفضها السكن في القصر الرئاسي لأنها ترفض أن تكون مثل جيهان السادات وسوزان مبارك، اللتين كانتا تسميان بسيدتي مصر الأولى، وقالت أنها تتمنى أن تسكن في شقة كبيرة حتى يتسنى لزوجها استقبال ضيوفه الكبار والكثيرين، ومنهم المسيحيون الذين استقبلهم الرئيس الجديد أول أمس، وتبادل معهم الحديث الودي الذي نقلته مختلف القنوات المصرية، وانتقد بعض المفكرين المصريين اتجاه الإعلام المصري خاصة بعد استقبال الرئيس نهار أمس الخميس لوجوه إعلامية حيث تغيروا جميعا لمساندته وهم نفس الإعلاميين الذين دعموا الرئيس السابق حسني مبارك.
وكان أول ما نبّه له الرئيس محمد مرسي، هو المبالغة في التهاني عبر الصحف ورآى أن لا جدوى منها ومضيعة للوقت والمال، مما جعل كبار رجال الأعمال لا يرسلون تهانيهم للرئيس عبر شراء صفحات إشهارية في كبرى صحف القاهرة، كما كان يحدث في عهد الرئيس السابق، حيث نزلت في اليوم الموالي لانتخاب محمد مرسي العديد من التهاني من المقاطعات ورجالات المال والأعمال ولكن ملاحظة الرئيس أوقفت ما أسماه أتباعه بالنفاق لأجل خدمات ومآرب أخرى، ويبقى السؤال الكبير هو تعامل الرئيس مع السفارة الإسرائيلية والبروتوكولات التي ستحرجه في السفريات إلى الخارج رغم أن ما قدمه أحمدي نجاد ورجب أردوغان من تواضع وبساطة معيشة سبق العرب.