نقابات التربية تحكم على التجربة بالفشل وترسم صورة سوداوية:
"الأنشطة اللاصفية" حولت المعلم إلى "حاضنة أطفال"
كشف، الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، أن تجربة "الأنشطة اللاصفية" التي طبقتها وزارة التربية الوطنية لأول مرة في الدخول المدرسي الحالي، قد فشلت في الميدان، على اعتبار أن نسبة الأولياء الذين أذنوا لأبنائهم بحضور هذه الأنشطة التي تعد اختيارية 5 بالمائة فقط، بالمقابل فقد جعلت المعلم مجرد "حاضن" للتلاميذ يترقب دخوله وخروجه والتلميذ كأنه في "حضانة للأطفال".
وأوضح، الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، مسعود عمراوي، في تصريح لـ"الشروق"، أن مبادرة "الأنشطة اللاصفية" التي وضعتها وزارة التربية الوطنية لفائدة تلاميذ المرحلة الابتدائية بغية التخفيف من المقرر السنوي الموجه لهم وذلك عقب الانتقادات التي وجهت له نظرا لكثافته، غير أنها تضح في الواقع أنها نفس المواد التي تدرس في البرنامج الرسمي وتسمى "مواد الإيقاظ"، وتتمثل في مواد التربية التشكيلية، البدنية والفنية، والتي لا يمكن الاستهانة بها لاعتبارها مواد يتلقاها التلميذ من أجل تجديد نشاطه واستعداده لتلقي مختلف العلوم الأساسية، مضيفا أن هذه المواد قد جعلت خارج الحجم الساعي للبرنامج وفتمت إعادة تسميتها بالأنشطة اللاصفية باعتبارها مواد اختيارية للتلاميذ غير أنها تعد إجبارية بالنسبة للمعلمين - يضيف عمراوي -.
وأضاف، محدثنا، أن هذه التجربة جعلت المعلم مجرد "حاضن" للتلميذ يترقب متى دخوله وللقيم وقدوم ولي أمره لاصطحابه، خاصة وأن هذه المواد لا تدخل في الامتحانات، مشيرا بأنه قد تأكد في الميدان أن نسبة 5 بالمائة من الأولياء بولايات الجنوب قد سمحوا لأبنائهم بمتابعة هذه الأنشطة مما جعل العملية يحكم عليها بالفشل.
ومن جهته، أوضح الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية، أن الأنشطة اللاصفية ورغم أنها فكرة طموحة، غير أنها فشلت في الميدان لأنها ولدت ميتة، مؤكدا بأن الواقع قد بين نفور المعلم والتلميذ على حد سواء من هذه الأنشطة لعدة أسباب أهمها تكليف معلم اللغة العربية بتأطير أنشطة ليست من اختصاصه، عدم ترك حرية المبادرة للمدارس في اختيار الأنشطة الملائمة لخصوصية كل مدرسة، وكذا إلزام الوزارة بإلزام المدارس القيام بها عن طريق تعليمات دون القيام بعمليات تحسيسية لازمة لانعدام التنسيق بين وزارات التربية، الثقافة و الشبيبة والرياضة. وأضاف، بأن المعلم أصبح يشعر بأن الوقت الذي يقضيه مع التلاميذ كأنه في "حضانة للأطفال"، رغم أن هذه الأنشطة تعد تكميلية للمواد الأساسية.