دوائر في الوزارة جندت "حلفاء" لتكسير النقابات المستقلة
اتهمت نقابتا الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين والمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، أمس، النقابات المعارضة لمبدأ التسيير المركزي التي توافق طرح نقابة المركزية النقابية بإنزال أموال الخدمات الاجتماعية للتسيير بالمؤسسات التربوية، بممارسة ضغوطات على الأساتذة وموظفي قطاع التربية الذين اختاروا الترشح ليكونوا في لجان ولائية ولجنة وطنية، وقالت النقابتان أن تلك الضغوطات أدت لحد سحب بعض العمال ترشحاتهم.
في ذات السياق، أفاد، نوار العربي، منسق نقابة "كنابست"، خلال ندوة صحفية مشتركة مع نقابة "اينباف"، أن بعض المفتشين والمديرين المنتمين إلى نقابات الخصوم تعمدوا عقد ندوات تربوية يوم 7 ديسمبر، أي غدا، للتشويش على العملية الانتخابية لاختيار طريقة تسيير أموال الخدمات الاجتماعية، مضيفا "رفضنا اقتسام الكعكة بتعيين عضو عن كل نقابة في لجان الخدمات وفضلنا مبدأ الانتخاب لرفع الهيمنة النقابية، والخصوم يريدون الهروب بالأموال للمؤسسات".
وأوضح نوار أنه يجب الاحتفاظ بالهيكل التنظيمي للخدمات الاجتماعية للإبقاء على مبدأ التضامن الوطني، وأفاد أن النسبة المئوية للمشاركة في الترشحات بلغت 64.32 بالمائة في الطور الابتدائي عن 175 ألف عامل و80.40 بالمائة في المتوسط عن 250 ألف عامل و94 بالمائة في الثانوي عن 100 ألف عامل، معتبرا أن وزارة التربية أمضت معهم محضرا يقضي بالتسيير المركزي، وأن السماح لباقي النقابات بالمشاركة في الاستفتاء هو منحهم حق التأكيد على حجم تمثيلهم الميداني، ومن يفوز بصوت واحد يعتمد مبدأه بعد الانتخاب المزدوج والفرز الذي يتم بمرحلتين، مضيفا أن التصويت، يوم غد، لن يكون بوكالة، لأنها تفتح باب التزوير، وسنواصل العملية الانتخابية يوم 24 ديسمبر في حال فوز أصحاب الخيار المحلي في التسيير.
وقال نوار أن النقابات التي تتهمهم بالولاء والحلف مع الوصاية "هم نقابات وضعتهم دوائر في الوزارة لتكسير النقابات المتواجدة في الساحة التربوية، ولضرب العمل النقابي على المدى البعيد"، واعتبر أن التسيير المحلي لن ينجح بحجة أن مديري مؤسسات تربوية ثبت في حقهم سرقة أموال الإطعام، مضيفا أن التسيير بلجان ولائية تكون بثلاثة أعضاء عن كل طور سيجبر أصحابه بعرض حصيلة النشاط ومختلف المشاريع والبرامج.
من جهته، قال، الصادق دزيري، رئيس نقابة "اينباف" أن التسيير السابق سمح باستفادة شخص واحد في عدة ولايات وحرم آخرين، وهو ما دفعهم -حسبه- لطلب تجميد نشاط اللجنة الوطنية وتدارك المشاريع المعطلة بالدعوة للتعجيل بالانتخابات، وعن نعتهم بصفة حلفاء الوزارة، أوضح دزيري "كل حقوقنا أتينا بها عن طريق الإضراب، ونحن حلفاء التربية ولرفع الغبن عن موظفي القطاع وتحسين الوضع الاجتماعي والمهني للأساتذة".
واعتبر المتحدث أن هجوم بقية النقابات على مقترحهم في تسيير أموال الخدمات الاجتماعية "مرده الشعور بالهزيمة وهدفنا رفع الهيمنة النقابية"، مؤكدا أن الاقتراع السري سيسمح باستخراج من يراهم العمال أحسن ممثلين عنهم في لجان ولائية، وأن كل محاولات التزوير ستؤدي بصاحبها للعزل، مضيفا "لو فازت الوثيقة رقم 2 نقول ربحنا مبدأ الانتخاب وسنعيد المعركة بعد ثلاث سنوات".
موظفو المصالح الاقتصادية يفضلون تسيير أموال الخدمات محليا
دعا الأمين الولائي لموظفي المصالح الاقتصادية الجزائر وسط، جميع موظفي التربية لعدم ترك أموالهم الخاصة بالخدمات الاجتماعية في ما أسماه "أياد انتهازية لا يهمها سوى مصالحها الشخصية باسم التمثيل النقابي والدفاع عن حقوقهم الاجتماعية"، واتهم بلقاسم عيش نقابتي "اينباف" و"كنابست" باستغلال ثقة العمال بحجة الزيادة في الأجور لتنظيم اضراب العاشر أكتوبر،" وأعينهم على المليارات الخاصة بالخدمات الاجتماعية المجمدة من طرف الوزارة".
وأوضح بيان التنسيقية الوطنية لموظفي المصالح الاقتصادية التابعة للمركزية النقابية أن النقابات الداعية لمركزية التسيير لم تفكر يوما -حسب البيان- في اقتراحات حول المنظومة التربوية، ودعت للتصويت على طريقة التسيير على مستوى المؤسسات "دون أية وصاية من النقابات".