هناك ملامح طفرة قادمة للانترنت العربية، وأعني بذلك بروز شركات عربية ناشئة يتم الاستثمار فيها رسميا لتنتج خدمات وتطبيقات تستطيع من خلالها الحصول على عوائد مادية سواء من الإعلانات أو من بيع هذه المنتجات للفئة المستهدفة سواء كانوا أفراداًأو شركات.
بحسب تقارير احصائية اصدرها موقع إحصائيات الأنترنت العالمي ، تبين ان نسبة الأنترنت في العالم العربي تضاعفت بين سنة 2007 و 2012 ، لتنتقل من 20 مليون الى 77 مليون مستخدم ، لكن اذا نظرنا في الخط الموازي فسنجد قصورا حادا في نسبة الاستثمارات في الأنترنت عندنا بالنظر الى هذه النسبة المرتفعة نسبيا مقارنة بالسنوات الماضية،ويرجع السبب الرئيسي -حسب الموقع ذاته -الى عزوف حاملي رأس المال بغض النظر عن ماهيتهم افرادا كانوا او مؤسسات الى الاستثمار في المشاريع الاجنبية عوض العربية ،فالنظرة هذه مبنية على حقائق، منها التغييرات الكبيرة التي حصلت خلال السنوات القليلة الماضية وبالتحديد منذ عام 2008،حيث بدأت مؤتمرات عرض مشاريع الانترنت على المجتمع تزداد في بعض الدول العربية لتنتقل مشلريع هذه الدول من المنتديات إلى مواقع خدماتية مختلفة وجديدة وإن كان بعضها يحاكي المواقع الغربية ولكنه يخدم السوق العربي وليس في ذلك عيب فمواقع الانترنت في دول مثل الصين والهند وروسيا تحاكي ما يحصل في الغرب لتخدم أسواقها المحلية.
ولعل مااستخلصناه من احصائيات التي ادلى بها الموقع هو ضعف الاقبال على الأنترنت في الدول العربية عكس الدول الاجنبية ،بالاضافة الى شبه انعدام البنية التحية والدعم المادي والمعنوي الذي تحتاجه المشاريع لكي تنموا نموا صحيا يضمن لها الاستمرارية وتحقيق مصالح أصحابها زيادة الى فقدان جسور التواصل بين اصحاب المشاريع و متطلبات السوق العربي واحتكار الأنترنت من طرف وصايا عادة ما تكون عبارة عن شركات الاتصالات وشركات متعددة الجنسية .
و السؤال الذي طرحه العديد من الخبراء في مجال الانترنيت كالمستشار الاسبق لوزير البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال يونس غرار وصاحب شركة اينيماب بالاضافة الى مبارك بوكعبة مدير شركة فوركس تكنولوجي بالاضافة الى رئيس جمعية مموني الانترنيت علي كحلان في تصريحاتهم ل "الشروق اون لاين" هو هل كان الاستثمار في المشاريع التكنولوجية الاجنبية خيارا ناجحا لمشكل التذبذب الذي عانت منه عملية تدفق الانترنيت في العالم العربي على العموم والجزائر على الخصوص ،حيث ارجعو الاسباب إلى حاملي رؤوس الأموال سواء كانو افراد او مؤسسات وهو الامر الذي اظهرته التصريحات غير المباشرة التي تعاقب عليها وزارء قطاع البريد بالجزائر خصوصا ،حيث يبقى الرهان -حسبهم - هو كيف ننتقل من نقاط الضعف الى نقاط قوة ؟ وهو الامر الذي وضحه العارفين بالملف ، بأن ضعف الاقبال على الانترنت قد يتحول الى سوق خصبة قابلة للتوسع و التمدد ، و فقدان جسور التواصل بين اصحاب المشاريع و المتطلبات قد تولد فرص شغل جديدة و تفرز شركات متخصصة في اصدار دراسات للسوق و بيعها لأصحاب المشاريع كما هو الحال مع كبرى الشركات الاجنبية .
ويرى اغلبية الخبراء أن للاعلام دور جوهري للغاية، فالتركيز الإعلامي لهذا القطاع سيجعل المجتمع واعي بما يحدث وسيجذب إليه الجميع ومنهم المستثمرين بعد الفراغ الاستثماري الذي تكون بعد طفرة العقار والأسهم .