الجزائر عليها أن تأخذ من المدرسة الإسبانية
كل الذين راهنوا على إمكانية تفوق الإيطاليين على المنتخب الإسباني اتضح أنهم لم يستوعبوا ما تقدمه الكرة الاسبانية منذ قرابة الست سنوات دوليا ومحليا، ولم يفهموا بأن الذين يشغلون العالم ببطولتهم وليس بالكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد فقط ما كانوا ليحققوا ذلك لولا السهر والعمل منذ الفئات الصغرى ومدارس كرة قدمت المتعة والأخلاق أيضا بدليل أن كل اللاعبين المشاغبين في البطولة الإسبانية من خارج المدارس الإسبانية.
الإيطاليون عليهم أن يفرحوا بالرباعية التي صفعتهم بها إسبانيا لأن الفاتورة كان يمكن أن تكون أثقل، والجزائريون الذين استمتعوا بالأداء الاسباني الباهر عليهم أن يأخذوا الآن من إسبانيا البلد الذي لم يكن أحسن من الجزائر في بداية سبعينيات القرن الماضي ولكنه تحوّل الآن إلى قوة كبرى، بدليل أن أوربا تئن تحت وطأة الأزمة الاقتصادية بينما إسبانيا تواصل نموها رغم أن الامكانيات التي في يدها باطنيا وسطحيا دون إمكانيات الكثير من بلدان المعمورة ومنها الجزائر، الجميل في حكاية الكرة الإسبانية التي خطفت نجوم المعمورة أن أنديتها لم تتأثر، فبرشلونة حتى ولو غادرها الداهية ميسي يبقى مدرسة يقدم فالديس وتشافي وإنييستا وريال مدريد حتى لو غادره رونالدو يبقى في مستوى العالمية لن يؤثر الوافدون عليه، كما يحدث مع البطولة الإنجليزية التي تفقد رونقها من دون الإنجليزيين وكما يحدث في العديد من البطولات، بينما تمكنت إسبانيا ومن خلال مدارسها من السيطرة على الكرة العالمية في كل أصنافها، كما سيطرت في الكثير من الرياضات وقد تكون من ضمن الدول العشر الكبرى في جدول ترتيب الميداليات في الألعاب الأولمبية القادمة في لندن خلال الشهر الحالي، كما تمكنت إسبانيا اقتصاديا من تحدي الأزمات من خلال ثورتها الزراعية حسب الامكانيات المائية التي تتوفر عليها لتصبح المورّد الأساسي للمنتجات الفلاحية ليس في أوربا، وإنما في كامل المعمورة، والجزائر التي تسوّلت مدربين من عدة دول لم تستعن بالخبرة الإسبانية وكان للجزائر العام الماضي خمسة لاعبين في البطولة الإسبانية دخلوا المنظومة الكروية الاسبانية، وتمكنوا من تقديم أداء محترم بدليل أن لا أحد منهم نزل فريقه القسم الثاني وهم سفيان فيغولي الذي تأهل مع فريقه فالونس لرابطة أبطال أوربا بعد أن خرج العام الماضي في دور المجموعات أمام بطل أوربا تشيلسي، كما تأهل عبد القادر غزال للدور الأوروبي مع ناديه ليفانتي، رغم أن غزال غادر البطولة الإسبانية بعد أن لعبها فيها نصف موسم ناجح وكان لهدفيه في آخر مباراة المفعول في التأهل للمنافسة الأوروبية، كما حقق مهدي لحسن مع ناديه خيتافي مرتبة محترمة في وسط الترتيب وكان على بعد خمس نقاط فقط من المشاركة في الدوري الأوربي ونجا الثنائي حسان يبدة وكادامورو مع ناديهما غرناطة وريال سوسيداد من النزول إلى القسم الثاني رغم أنهما لم يشاركا إلا في النادر من المباريات، وكان أول من فتح أبواب اللعب في إسبانيا هو النجم رابح ماجر الذي تقمص ألوان فالونس في موسم 1990 ولحق به موسى صايب وكلاهما قدما مردودا كبيرا في البطولة الإسبانية، وعندما نعلم بأن هؤلاء النجوم السابقين والحاليين ينافسون نجوم لاليغا ومنهم الذين أحرزوا كأس أمم أوروبا والعالم، حيث أن صاحب الهدف الثاني في مرمى إيطاليا هو في الأصل زميل اللاعب الجزائري سفيان فيغولي، لكن للأسف أنديتنا تصر على المدرسة الفرنسية التي فشلت فشلا ذريعا في اليورو الأخير.