رخصت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف للأئمة بأداء صلاة العيد في الفضاءات المحيطة بالمساجد، شريطة أن يكون ذلك بالقدر المعقول، وأن تعطى الأولوية لملء بيوت الله وأن تتم الصلاة في أماكن نظيفة، وسجلت الوزارة تراجع التجاوزات التي يرتكبها بعض الأئمة مقارنة بالسنة الماضية من بينها عدم الالتزام بالمرجعية الوطنية.
وقرر غلام الله تجميد التعليمة التي كان قد وجهها للأئمة والمتضمنة تجنب أداء مختلف الصلوات بالفضاءات العامة، حيث رخص بإمكانية أداء صلاة عيد الفطر بالساحات القريبة من المساجد، بحجة أن السنة تنص على أداء هذه الصلاة في الفضاء، لكن في إطار محدود ومنضبط، وفق تأكيد المستشار الإعلامي للوزارة عدة فلاحي الذي قال بأنه في عهد الرسول كانت الصلاة تؤدى في الفضاء وهو الرمال المعروفة بطهارتها، غير أن الوضع يختلف اليوم، لذلك ينبغي التأكد من توفر شروط النظافة كي تصح الصلاة، علما أن وزارة الشؤون الدينية منعت ظاهرة الصلاة في الطرقات والمساحات العامة، بحجة عدم الإضرار بحركة المرور، وقد تولى الأئمة شرح جدوى هذا القرار للمواطنين.
وأبدت الهيئة الوصية ارتياحها لسير نشاط المساجد خلال الأسبوع الأول لرمضان، ومن بين التجاوزات التي تراجعت رقعتها محاولة استغلال الشهر الفضيل لنشر مرجعيات أخرى غير المرجعية الدينية الوطنية التي يعد الاعتدال من أهم ركائزها، كما تم تسجيل بعض حالات تطويل صلاة التراويح، لكنها كانت جد محدودة حسب تأكيد مصدرنا، إلى جانب حرص المصلين على ملء المساجد وتجنب أداء صلاة التراويح في الأرصفة، ولاحظت الوزارة من خلال المفتشين التزام الأئمة بالخطاب التضامني الذي يدعو للوقوف إلى جانب الفقير والمحتاج وبقراءة ورش وقراءة القرآن حفظا، ويرجع عدة فلاحي هذا التحسن في أداء المؤسسات المسجدية للدور الذي يقوم به سلك التفتيش بعد أن تمت إعادة تفعيله، فضلا عن التوجيهات الصارمة التي قدمها غلام الله للمسؤولين المحليين أثناء زياراته الميدانية للولايات قبيل رمضان.
وتستعد المساجد خلال ما تبقى من رمضان لإحياء ذكرى غزوة بدر التي تصادف 17 رمضان، وكذا ليلة القدر وجائزة القرآن الكريم التي يشارك فيها هذه السنة ممثلو 40 دولة وجالية إسلامية، إذ قررت الوزارة هذه السنة عدم قبول المتسابقين الذين لم تنتدبهم بلدانهم نظرا لأهمية الجائزة التي تنظم سنويا برعاية رئيس الجمهورية.
وفيما يتعلق بالنشاط التضامني رأت الوزارة بأن المساجد قد انخرطت في العملية بشكل جد إيجابي، ودعت المواطنين للتحلي بالحيطة والحذر في تضامنهم مع العائلات السورية التي فرت إلى الجزائر بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية بسوريا، وقال فلاحي بأن الكثير من السوريين الذين قصدوا الجزائر أصولهم غير معروفة، لذلك فإن اليقظة الأمنية مطلوبة في هذه الحالة، لأن الأمر يتعلق بالتعامل مع أشخاص مجهولي الهوية، قد تعرض المواطن الجزائري للوقوع بين أيادي محتالين، ولكن ذلك لا يعني حسبه منع العمل التضامني وإعانة المحتاج.