ما زالت تطورات الاوضاع في اليونان واعراب اليونانيين عن رفضهم لخطة التقشف المقترحة من الاتحاد الاوروبي وتداعيات ذلك على منطقة اليورو تحتل الصدارة في اهتمامات صحف الخميس في بريطانيا، بينما تراجع الاهتمام بقضايا الشرق الاوسط الى صفحاتها الداخلية.
ومن ابرز القضايا الشرق اوسطية التي تناولتها صحف الخميس التفجير الذي استهدف سيارة مرافقة لبعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا وتداعياته والبلبلة التي تحيط الانتخابات الرئاسية في مصر وغيرها من القضايا المتعلقة باليمن والقاعدة واسرائيل.
تناولت صحيفة الغارديان في تحليل موسع الانتخابات البرلمانية في الجزائر . وعنونت الكاتبة أيلين بايرن التحليل بـ فقر وفساد، فلماذا لم يأت الربيع العربي؟ .
وكعنوان جانبي كتبت بايرن رئيس الوزراء يقول إن التغيير قد يعيد البلاد إلى عنف التسعينات والاقبال على الانتخابات ضعيف والمقربين من النظام يقررون نتيجة الاقتراع .
وتقول بايرن وراء الحدود الشمالية الشرقية للجزائر، اسقطت تونس اسرة حاكمة ابغضها الشعب، وتعد تونس حاليا نموذجا للتحول السلس نسبيا.
وإلى الشرق اسقطت ليبيا نظام القذافي، على الرغم من انها لم تحاول الوصول الى الاستقرار، بينما ما زالت مصر في اتون الثورة.
وإلى الغرب، تخلى الملك المغربي عن بعض سلطاته لحكومة منتخبة يتزعمها إسلاميون لأول مرة في تاريخ المغرب.
وتقول بايرن إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة البالغ من العمر 75 عاما ظل في الحكم لمدة 13 عاما. وفي عام 2009 حصل على فترة رئاسية ثالثة بعد ان غير الدستور للسماح بذلك، وحصل على 90 بالمئة من الاصوات فيما وصفته المعارضة بتسونامي من التزوير .
وتقول الصحيفة إنه يتوقع أن يكون الاقبال على الانتخابات منخفضا للغاية نظرا لعزوف الناخبين احتجاجا على انتخابات ينظرون إليها على انها اهانة لذكائهم.
وتضيف أن مقاليد الامور في الجزائر في يد زمرة محدودة ومغلقة من المدنيين والعسكريين تتخذ القرارات، بما في ذلك نتائج الانتخابات، بعيدا عن الاضواء.
وتقول بايرن إن الشعب الجزائري يعاني من احباطات مماثلة للإحباطات التونسيين قبل الاطاحة ببن علي. وتشير آخر أرقام لصندوق النقد الدولي إلى ان البطالة بين الشباب في الجزائر تصل إلى 21 بالمئة. وعلى غرار اضرام الشاب التونسي محمد بو عزيزي النار في نفسه احتجاجا على مصادرة السلطات التونسية لعربة كان يبيع الخضروات عليها، شهدت الجزائر العديد من الحالات المماثلة، كان آخرها وفاة شاب متأثرا بجروحه بعد ان اشعل النيران في نفسه يوم عيد العمال.
وتتساءل بايرن قائلة: مع هذه الظروف لماذا لا يصل الربيع العربي إلى الجزائر؟
وتقول بايرن إن الكثير من المحللين يرون إن الشعب الجزائري ما زال واقعا تحت تأثير الصدمة بفعل احداث التسعينات التي قتل فيها نحو مئة ألف مدني.
ونتيجة لذلك ينأى الجزائريون بأنفسهم عن أي مسعى للديمقراطية قد يؤدي إلى وقوع احداث عنف.
وهذا الرغبة لتجنب العنف قوية لدى كل الجزائريين، ولكنها متجذرة بصورة خاصة لدى النساء والامهات.
وتقول بايرن إن مشجعي كرة القدم الجزائريين قدموا صورتهم الساخرة لشعار التغيير الذي اجتاح العالم العربي العام الماضي، فبدلا من المناداة بـ الشعب يريد اسقاط النظام كانوا يرددون في المباريات الشعب يريد حشيشا بالمجان .
ويوضح بعض الشباب الجزائري إن فترة حكم بوتفليقة شهدت بعض التحسن الاقتصادي، حيث توجد مشاريع للإسكان وسنت قوانين تمنح المطلقة حقوقا اقتصادية. اضافة إلى ذلك، قدم نظام بوتفليقة بعد الربيع العربي بعض المنح للشباب لإقامة مشاريع صغيرة.
وتقول بايرن إن هذه الاجراءات الاقتصادية لم يصاحبها تخفيف في قبضة الدولة على وسائل الاعلام وحرية التعبير. وتركز وسائل الاعلام على الاضطرابات التي اعقبت اسقاط القذافي وبن علي وتشير إلى الاحداث في الدولتين على أنها انتفاضة وليس ثورة . وتقول وسائل الاعلام الجزائرية إن الخراب والموت سيحلان بالجزائر إذا سارت على نهج تونس او ليبيا.
صحيفة الاندبندنت خصصت تقريرا للصدوع التي بدأت تظهر في الائتلاف الحاكم الموسع الذي اعلن عنه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا اثر تبادل الاحزاب الدينية والعلمانية الاتهامات بشأن مساعي اعفاء اليهود المتشددين من التجنيد الالزامي.
واصدرت المحكمة العليا في اسرائيل حكما يقضي بإيقاف الاعفاءات التي يتمكن بموجبها عشرات الآلاف من الشباب شديد التدين من تجنب التجنيد الالزامي ليمضوا الفترة المخصصة للجندية في الدراسة الدينية المدعومة من ماليا من الدولة.
وأثار الاعفاء غضب العلمانيين الاسرائيليين الذين يقولون إن من الظلم أن يخاطروا بحياتهم بينما يدرس غيرهم اللاهوت.
وكان الخلاف حول اعفاء اليهود المتشددين من التجنيد احد الاسباب التي دعت نتنياهو إلى توسيع الائتلاف الحاكم بضم حزب كاديما.
وقال اسحق كوهين عضو البرلمان الاسرائيلي عن حزب شاس الديني إن من الوهم الاعتقاد بان يضطر حكم محكمة طلاب للدين على ترك تبحرهم في الدين والعلم للانضمام للجندية.
ولكن وزير الخارجية افيجدور ليبرمان، وهو علماني متشدد قال إنه لن يتم أي تباطؤ في تنفيذ الحكم.
نشرت صحيفة الغارديان تحليلا عن محاولات اختراق تنظيم القاعدة. ويقول جيسون بيرك كاتب التحليل إن محاولات اختراق التنظيم نادرا ما تكون ناجحة أو علنية.
ويقول بيرك إنه في الاعوام الاخيرة لم يتم الكشف إلا عن عدد محدود للغاية من المحاولات الناجحة لاختراق القاعدة، وذلك لا يرجع فقط للسرية التي تحيط بعملية مثل هذه، ولكن لأن هذه المحاولات نادرة للغاية.
ويقول بيرك إن اجهزة المخابرات في الشرق الاوسط تواجه صعوبة بالغة في زرع مجندين جدد في التنظيمات المنبثقة عن القاعدة في المنطقة، ناهيك عن محاولة اختراق مركز تنظيم القاعدة شديد الاحكام.
ويضيف بيرك إن اجهزة المخابرات الغربية عادة ما تعاونت مع حلفائها مثل السعودية التي يوجد لديها المعرفة الضرورية بالمنطقة والثقافة واللغة للاضطلاع بمهمة مثل هذه.
ويقول بيرك إن حالة المفجر الذي كان يعتزم استخدام مفجرات مخبئة في ملابس داخلية تعد من الحالات الناجحة النادرة.
ويضيف بيرك إن المندس كان يشرف عليه من قبل المخابرات السعودية ومن مسؤولي المخابرات الامريكية الذين كانوا ينسقون بشكل تام مع الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية في السعودية.
ويرى بيرك إن نجاح المندس كان باهرا، فهو لم ينجح فقط في تدبير مؤامرة للتفجير واعد المتفجرات وسلمها للمخابرات الامريكية، بل أنه أيضا نجح في اعطاء المخابرات الامريكية معلومات مكنتها من استهداف احد الزعماء المحليين للقاعدة في اليمن في هجوم بطائرة بدون طيار. وعلاوة على هذا كله فإنه خرج دون ان يصب بأذى.
ويقول بيرك إنه اذا كانت المعلومات المعروفة عن القصة صحيحة، فإنه نجاح باهر، خاصة أنه استهدف تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، الذي يعد واحدا من اقوى التنظيمات المنبثقة عن القاعدة.